أزمة في النفس , خلل في الأخلاق
_ أزمة في النفس :
لا أريد الإبحار في التحليل النفسي , ولست من أهل هذه الصناعة , ولكنها قراءة في الصفحة الأولى للنفس , ومن يقرأ الصفحات الأولى تكفه .
فما حقيقة الأزمة التي تتشكل عندما يكون السلوك مخالفا للثقافة ؟
إنه الخوف والقلق ؛ الخوف من الثقافة ومصادرها، والقلق من نتائج السلوك التي تترتب على مخالفته للثقافة
فمن يؤمن بالثواب والعقاب كثقافة إسلامية, ويمارس المعاصي فهو في مأزق , أو في طريقه ليعيش أزمة نفسية لأنه في حالة خوف من مؤسسات المجتمع التي تمثل محكمة لاتغلق أبوابها ؛ وهذا يسبب قلقا من إصدار عقوبات أو تنفيذها .
والذي يعيش منسجما مع ذاته , متفقا مع ثقافته , تكون نفسه مطمئنة راضية .
وهذا هو الهدوء النفسي بأجمل صوره وأصفاها .
_ الخلل في الأخلاق :
فهو يعني أن الإنسان الذي يخالف سلوكه ثقافته لايملك قيما تدفع به الى المقدمة , لأن الأخلاق هي التي تؤهل الفرد ليكون مقبولا في مجتمعه .
والفضائل قاسم مشترك عند جميع الثقافات , وفي مقدمتها الثقافة الإسلامية التي كانت حازمة في مواجهة الخلل الناتج عن مخالفة السلوك للثقافة .
إن عصرنا اليوم يعاني من خلل أخلاقي كبير , لأنه ترك الفضيلة , وأصبحت الغايات تبرر الوسائل مهما كانت هذه الوسائل مخالفة للثقافة .
والبشرية اليوم في أسوأ دور من أدوارها من حيث الأزمة النفسية عند أفرادها , والخلل الأخلاقي عند أبنائها .
ذلك لأن السلوك البشري لايتفق مع الثقافة .
يتبع