هي بلدة لا تمل زيارتها إن زرتها مرة فستدمن الزيارة تبعد عن قمحانة /55/كم للسالك طريق : قمحانة - حلفايا - محردة - شيزر- الجلمة - حيالين - السقيلبية - أفاميا( قلعة المضيق)
أتخمت الكتب من الحديث عنها وأترعت صفحات الانترنت واولى بنا نحن في منتدى قمحانة سمارت أن نكتب عنها فهي التي مازالت تحتفظ بوديعتنا منذ تسع وعشرين عاماً وما أسهل أن نجد مئات الصفحات التي تتحدث عن أفاميا ولكن آثرنا أن لا نكتب أي كلمة إلا من صميم زيارة حية أو مشاهدة مباشرة وألا ننشر أي صورة إلا إن كانت من تصوير عدستنا ويوم البارحة الجمعة الموافق 3/12/2010 وبعد صلاة الجمعة امتطينا انا والسيد السهم الأخضر دراجتين ناريتين وانطلقنا شمالاً باتجاه القلعة ونحن ندرك مسبقاً أننا بحاجة إلى اكثر من ثلاث زيارات لنفي هذه البلدة حقها :
وفعلا كان كما توقعنا فقد كان مسيرنا إليها بساعة من الزمن وما إن وصلنا إلى البلدة والتي يمتد عمرانها بشكل طولي على طرفي طريقها الرئيسي وعلى الطرف اليميني للمتجه شمالاً تقع اغلب اوابدها وآثارها حيث تمر على متحفها
والذي كان خاناً سابقاً وبابه باتجاه الشمال ثم بعد مسير دقائق قليلة نتجه يمناً في طريق يميل إلى الصعود حيث يلتف حول قلعتها الشامخة حتى اليوم وما زالت حية يقطنها ويعمرها الناس
ثم الاتجاه يساراً باتجاه الشرق حيث السوق الروماني القديم وأغلب الأوابد الأخرى وينتهي هذا الطريق بسد أفاميا .
وما إن حططنا رحالنا في أحد الاوابد إلا وتوافد السياح الأجانب وأغلبهم في هذا اليوم كانوا من الألمان ثم قمنا بجولة بسيطة في تلك البقعة
حيث صادفت رجلين قاربا الستين من العمر يتأملان تلك الأوابد بشغف وحماس واضح ودعا أحدهما الاخر بأبي سومر فلفت نظري حتى اسم الولد الذي يمثل حقبة من التاريخ السوري
تجاذبت معهما أطراف الحديث وكان واضحا عليهما سعة الاطلاع والثقافة الواسعة ثم تعارفنا فكان الأول الأستاذ أحمد زعتور
الذي له من العمر تسع وخمسون عاماً له من الأولاد خمسة (سومر وآرام ومنصور وحسن وشهم)درس الأدب الانكليزي في سوريا ثم درس في روسيا الصحافة التلفزيونية واعداد وإخراج البرامج هو صاحب برنامج سوريا اليوم استلم العديد من المناصب في دمشق وحلب وادلب واهمها رئاسة المركز الإذاعي والتلفزيوني للمنطقة الشمالية وهو حالياً معد البرامج للمركز الإذاعي في إدلب وما يلفت لدى الأستاذ احمد زعتور شغفه الشديد بالتاريخ السوري ولا عجب فقد كان وصاحبه من بلدة كفرنبل من محافظة ادلب التي لا تخلو بقعة منهما من أثر أو آبدة لقد كان يتحدث بخبرة عالم آثار تلك الإشارة تعني كذا وذلك العمود اغريقي كونه عريض من الأسفل رفيع من الأعلى ولو كان رومانياً لوجدته على نفس السوية من الأدنى للأعلى وله خبرة عظيمة بالرموز والإشارات إضافة إلى اهتمامه بالشعر والأدب والنقد أطال الله في عمره.
أما صاحبه فقد كان الأديب والروائي عضو اتحاد الكتاب العرب عبد العزيز الموسى من مواليد كفرنبل 1947عبد العزيز بن محمد الموسى
حصل على الإجازة العامة في الآداب قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية بدمشق العام (1970م).
عمل مدرساً في ثانويتي المعرة وكفرنبل ثم أعير للجزائر بين عامي /1984 - 1988/ ثم عاد وزاول التدريس في ثانوية كفرنبل حتى التقاعد .
أما أعماله الروائية المطبوعة التي أنجزها وبعضها كتبها قبل النشر والطباعة بأكثر من عشر سنوات فهي على التوالي حسب تاريخ طباعتها :
- عائلة الحاج مبارك ,1996م.وحصلت على جائزة نجيب محفوظ بالمرتبة الثانية العام 1999م.
- بغل الطاحون,رواية,1998م.
- الغراب الأعصم , رواية,1999م.
- جب الرمان,رواية,2000م. وحصلت هده الرواية على جائزة المزرعة العام 2001م.
- الجوخي ,رواية,2002م.
أما الروايات غيرا لمطبوعة فهي :
- جرجرة .
- مسمار السماء.
- كاهن دورا.
كان الأستاذ عبد العزيز يتجول بين تلك الأوابد بشغف شديد يدقق في كل نقش ويتغزل بكل عمل فني على عمود او جدار
تراه دائماً شارداً متاملاً أطال الله في عمره.
وهنا أدركنا الوقت وحان وقت العودة إلى الديار فودعت الرجلين الذين لم يبخلا علي بأي معلومة ويدخرا أي معرفة .
وإلى الحلقة القادمة أستودعكم برعاية الله وحفظه
أحمد صباح - السهم الأخضر